mardi 28 août 2007

ملّه مقال، يعطيه الصحة

قرأت في نشرية تونس نيوز مقالا لنقابي من التعليم الثانوي لم يذكر اسمه أعجبني كثيرا لتركيزه ودقته ولصحة تحليله وأردت أن يطلع عليه كل من يزور مدونتي التي أعتبرها فضاء مفتوحا لكل المساهمات النقابية الجادة وذات الروح المناضلة والمستقلة والتي لا تتملق لأي كان

لذلك أضعها هنا للاطلاع

تونس نيوز العدد 27 أوت 2007 – النشرة العربية

تونس في 26 أوت 2007
الوعـــــــود المــنـــجــزة

بقلم : نقابي من قطاع التعليم الثانوي
عند العودة إلى الفترة التي سبقت انجاز المؤتمر 21 للاتحاد العام التونسي للشغل لا شكّ أن الجميع سيستحضر الحملة الدعائيّة التي قادها المتنفذون آنذاك في المنظمة تبريرا لتقديم موعد المؤتمر إلى شهر ديسمبر 2006، و قد ركزت تلك الحملة على ضرورة الاستعداد الجيّد و المسبّق للملفات الكبرى و الهامّة التي يطرحها الواقع الموضوعي كأولويات أمام الشغالين و الاتحاد و الحركة النقابية عموما. إلاّ أن متابعة سريعة لما جدّ خلال الأشهر الثمانية التي تلت المؤتمر يلاحظ (دون حاجة إلى اجتهاد كبير) أن تلك الحملة لم تكن سوى مبرّرات لا أساس لها على أرض الواقع الذي أكّد صحّة موقف كل من اعتبر أن تقديم موعد المؤتمر كان يهدف إلى غايات أخرى لا علاقة لها بما روج له, إضافة إلى أنه يعتبر اعتداءا على ديمقراطية القرار النقـــابي داخل الاتحـــاد و تجاوزا لقانونه الأساسي و لنظامه الداخلي. و عوض أن تكون المرحلة التي تلت المؤتمر مرحلة إعداد فعليّة للملفات الكبيرة التي تنتـــــظر الحركة النقابية خاصة وهي ملفات هامـــّة و معقـّدة كالتامين على المرض و التقاعد و الحق النقابي و غلق المؤسسات و طرد العمّال و التعليم و التدهور المستمر للمقدرة الشرائية للأجراء و الذي عجزت المفاوضات الاجتماعية على تحسينها، انهمك جل أعضاء المكتب التنفيذي في صراعاتهم الداخلية و متابعة نتائج مؤتمر المنستير بما يمكّن كلّ تكتّل لمجموعة منهم من التموقع بصفة أفضل بغية الاستعداد على أحسن وجه لفترة قادمة ستكون حتما زاخرة بالأحداث الهامّة ذات العلاقة بالوضع الداخلي للاتحاد و بمستقبل المنظمة.
و لعلّ ذلك ما يفسّر ظاهرتين أساسيتين ميزتا الواقع النقابي في الفترة الأخيرة. أوّلهما غياب الموقف النقابي المناضل للمكتب التنفيذي في علاقة بالمطالب التي طرحت خاصة في قطاعات التعليم ممّا أدى إلى إجهاض تحركات المدرّسين (رغم النجاح الكبير لإضرابهم الموحّد يوم 11 أفريل ) و إمضاء اتفاقيات هزيلة رفضتها القاعدة العريضة و انعكست سلبا على الأداء النقابي القطاعي و على إشعاع المنظمة و هيبتها ممّا جعل السلطة لا تجد حرجا في تصعيد هجمتها على الشغالين و مكتسباتهم و على النقابيين و الحق النقابي و يكفى في هذا الإطار أن نذكّر فقط بما تعرض له المعلمون في الإدارات الجهوية أثناء تجمعاتهم الاحتجاجية و الاعتداءات بالعـــنف الشديد التي قامت بها قوات القمـــع و الميليشيات ضدّ النقابيين بجهة القصرين إضافة إلى الحملات الإعلامية التشويهية ضدّ النقابيين في وسائل الإعلام المختلفة. أمّا ثاني هذه الظواهر فهو تصاعد نسق فبركة الملفات "التأديبية" من طرف المكتب التنفيذي ضدّ المناضلين و ضدّ كل من لم ينضبط لخيار البيروقراطية في مؤتمر المنستير حيث تمادت البيروقراطية في التضييق على حرية التعبير و حق الاختلاف و معاقبة أصحاب الرأي المخالف و مصادرة قرارات القطاعات كما عمدت إلى التجريد (2 من باجة) و الإحــالة على لجـــنة النظام (أكثر من 30 نقابيا إلى حـــدّ الآن) و إنهاء التفرّعات (02 من نقابة التعليم الثانوي و 01 من نقابة التعليم الأساسي) بل و وصل الأمر بهذه القيادة الحكيمة إلى حدّ فبركة ملف للكاتب العام و لعضو النقابة العامّة للتعليم الأساسي (اكبر قطاعات المنظمة) و لم تخجل في تحديد موعد لإحالتهما على لجنة النظام في فترة حرجة جدّا من المفاوضات بين القطاع و الوزارة التي استغلت ذلك الظرف و أصدرت من جانب واحد حركة النقل التي مثلت طيلة السنتين الأخيرتين إحدى نقاط الخلاف الرئيسية بينها و بين النقابة و كذلك المطلب الرئيسي الذي أنجز من اجله المعلّمون 04 إضرابات ناجحة.
إن الظاهرتين اللتين ذكرناهما تؤكّدان تطابق القول مع الفعل لدى قيادة المنظمة حيث يتأكد أن الاستعداد للملفات الكبرى (و لكن أيّة ملفات؟) بل لنقل الملف الكبير الوحيد يتمّ على قدم و ساق و بتصميم و عزم و حرص قل أن نجدهم عند المكتب التنفيذي عند تناوله الملفات الحقيقية للشـغالين. إلاّ أن هذه القيادة يبدو أنها قد أهملت و نـــسيت تصميم و عـــزم و حرص العمال و المناضلين الصادقين على التصدّي لكلّ المناورات التي تستهدف المكاسب التي حققتها الطبقة الشغلية و منظمتهم النقابية التي ناضلوا و سيواصلون من اجل أن تكون مستقلة في قراراتها، ديمقراطية في الآليات التي تسيّرها و في طليعة القوى الاجتماعية المناضلة ضدّ الاستغلال الطبقي و الظلم الاجتماعي و الاستبداد السياسي.


نقابي من قطاع التعليم الثانوي

2 commentaires:

Anonyme a dit…

يعطيك الصحة يا ولد البطحة في هالمدونة.اعمل شوية دعاية للبلوق متاعك راهو ينجّم يولي منبر هام للنقاش.واصل

brastos a dit…

je viens de decouvrir ce blog tres interessant .. bravo et bonne continuation ..