كتب خيبان مقالا شيقا صدر على صفحات جريدة البديل الالكترونية أنشره هنا على مدونتي لإتاحة الفرصة لمن لم يقرأه أن يطلع عليه
بقلم خيبان
أوصى عبد الملك بن مروان ابنه الوليد قائلا: يا بني أوصيك بثلاثة أقاليم وبثلاثة رجال. أما الأقاليم فأوصيك بأهل الشام هم أهلك اضرب بهم عدوك وأهل الحجاز هم أهل دعة فاتركهم وأما أهل العراق فإذا طلبوا منك في كل يوم وال افعل. أما الرجال فأوصيك بعبد الله بن عمر عابد زاهد اتركه يتركك وعبد الله بن عباس ذكي فطن إذا طلبك فأعطه وأما عبد الله بن الزبير فهو خب ضب إذا لقيته فقطعه إربا إربا".
هكذا هي الدولة دائما تحتكر تصنيف المجتمع. وكما قال فوكو تحتكر العنف في المجتمع. وللعنف وجوه منها المادي والمعنوي والرمزي. ولعل أبرز مظاهر العنف الرمزي هي التسمية فالدولة تطلق التسميات وتسمي الناس بغير أسمائهم. وكذلك الأقاليم. كما فعل عبد الملك بن مروان مع البلاد والعباد حيث اختزل الجميع في ثالوث أزلي في علاقات السلطة بالمجتمع: هذا معي وذاك ضدي والآخر نائم.
ويبدو أن هذا الثالوث الذي ابتدعه هذا الخليفة الظالم هو قدرنا (لا تنسوا أنه في عهده هدمت الكعبة وفي عهده بطش الحجاج كما أراد). في تونس أقاليم تسمى بأهلها: السواحلية، الصفاقسية، القفاصة، شمال غربي، الجرابة... ما أشبه الليلة بالبارحة وما أشبه ما قاله عبد الملك بما نراه. فمنذ الاستقلال قسم بورقيبة الأقاليم فليس خافيا على أحد كره بورقيبة للشمال الغربي وحملة التشويه التي استمرت حول ما اصطلح على تسميته بــ KJB (كاف – جندوبة - باجة) وليس خافيا على أحد دلال بورقيبة للمنستير وليس خافيا على أحد كلام بورقيبة عن الفلاقة (قطاع الطرق) ليصف الثوار وبعد انقلاب الأزهر الشرايطي اسمعوا بورقيبة (على YouTube) في حوار مع التلفزيون الفرنسي كيف يتحدث عن قفصة التي بنتمي إليها أغلب من شارك في الانقلاب.
وخلف من بعده خلف لم يبدل تبديلا. وأصبحت حمام سوسة ومنطقة الساحل بشكل عام جنة المأوى يطيب فيها العيش وفيها ملك لا يبلى.. "فهم أهلك اضرب بهم عدوك..." "..اللهم اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات" تلك كانت دعوة ابراهيم لمكة. اللهم اجعل هذا الجنوب خربا وارزق أهله من الهراوات (طبعا الجنوب بالمعنى السياسي وليس الجغرافي أي الجهات المحرومة في البلاد).
ما حدث في منطقة الحوض المنجمي وبلغ ذروته في مدينة الرديف يعتبر حالة شعبية نادرة في تاريخ الدولة الوطنية التونسية. فلم يحدث في تاريخ البلاد أن تعتصم قرى بأكملها لمدة ثلاثة أشهر مطالبة بالخبز والكرامة والعدالة الاجتماعية. ولم يحدث في تاريخ هذا البلد السعيد أن يتظاهر آلاف الشباب لمدة تسعين يوما دون أن تكسر نافذة محل أو يسيل دم إلا في الليلة التي اقتحم فيها الأمن البلدة. ثم لم يحدث في تاريخ هذا البلد الآمن أن تحاصر الدولة قرية يسكنها 30000 نسمة بأكثر من 5000 آلاف أمن هذا دون احتساب عدد الكلاب.. لأن في الأمن فرق كلاب كما هو معروف. ولا أدري هل رئيس تلك الفرقة كلب من الكلاب أم بشر له أنياب. أي رجل أمن لكل 6 مواطنين في حين لدينا طبيب واحد لكل 5000 مواطن.
ولم يحدث في تاريخ هذا البلد الديمقراطي جدا.. أن تهبّ حركة شعبية دون أن يتبناها حزب سياسي أو تتخذ لنفسها مضمونا إيديولوجيا مصنفا عند السلطة ضمن قائمة أعداء الوطن. ثم لأول مرة لم تستطع السلطة أن تتهم من ثاروا بأية تهمة فليسوا مؤمنين حتى تقول عنهم خوانجية وليسوا طوباويين حتى تقول عنهم ملاحدة وليسوا وحدويين حتى تقول عنهم أنهم بعثيون أو قوميون ولا يمتلكون إلا ألسنتهم سلاحا فلم تستطع وصفهم بالإرهابيين ثم ما أبعدهم عن السفارات الأمريكية والفرنسية والإيرانية حتى تقول عنهم أنهم "عملاء للخارج".
أمام كل هذه الاعتبارات أليس من واجب كل تونسي أن يستخلص الدروس مما حدث ذات شتاء في الرديف وما جاورها. وبحكم انتمائي إلى هذه المنطقة وحبي لها وبحكم معرفتي بالسلطة ككل التونسيين فأنا أستخلص الدروس التالية:
أولا: حينما تغيب الإيديولوجيا عن مجتمع ما فإنه يعود إلى ما قبل الإيديولوجيا. هذا قانون سوسيو- سياسي يكاد يكون قانونا طبيعيا. ولأن التجمع الدستوري الديمقراطي لا هوية إيديولوجية له فإنه ضم شذاذ الآفاق وتجار الدماء صفقوا لبورقيبة دهرا حتى تهرأت أيديهم ولما جاء التحول المبارك تعلموا أن يرتدوا قفازات جديدة كي لا تتهرأ أيديهم من التصفيق للعهد الجديد لأنه سيطول ويطول معه التصفيق. هذا الحزب الحاكم الذي ابتلع الدولة وهاهو يبتلع نفسه لا يعرف ما معنى إيديولوجيا أصلا.
غابت عنه الإيديولوجيا فاحتكم إلى ما قبل الإيديولوجيا أي إلى ما قبل بذور الوعي السياسي في تونس إلى ما قبل عهد الأمان إلى ما قبل 1938 حيث مات التونسيون وهم يطالبون ببرلمان تونسي. عاد بنا هذا الحزب إلى منطق الجهة والقبيلة والعائلة. فواصل دعمه لجهات وحرمان أخرى وواصل معاقبة الجهات.. وللأسف استطاع أن يرسخ وعيا جمعيا موجودا أصلا حول الجهات فالتونسي اليوم يخشى من بعض الأقاليم ويستريح إلى أخرى. ثم حينما زار الرئيس القيروان مرة ألم يقل في خطابه " يا أولاد عيار الأحرار"...
وقد ترجم هذا الوعي الجمعي المقلوب في الحياة الاجتماعية من خلال مواطن الشغل مثلا فمن يعمل في البناء في منطقة الساحل جلهم من الآفاق ومن يملك الوظائف الكبرى في البلاد جلهم من إقليم "هم أهلك اضرب بهم عدوك". كما ترجم التونسي ذلك العداء الجهوي في السياسة وحتى في الزواج فمن كان قبلاويا مثلا (ولاية قبلي) لا يتزوج إلا قبلاوية أو ما يعادلها في هامشية الإقليم كقفصة أو القصرين أو تطاوين مثلا أما حمامة حمّامية (حمام سوسة) فهذا يحدث في كل جيل مرة.
عندما تغيب الإيديولوجيا تعود المجتمعات إلى ما قبل الإيديولوجيا ولكم في بلادنا مثل إن كنتم تعقلون. فأخطر ما وقع في منطقة قفصة ويعتبر في نظري أكثر خطورة من تدخل الأمن اللطيف... يا لطيف.. أخطر من ذلك تحريك الحزب الحاكم لمسيرة في مركز الولاية ردا على مسيرة الرديف التي حدثت في نفس اليوم (10 أفريل) للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين... مسيرة الحزب رفعت شعارا لا نسمعه إلا في العراق يطالب بطرد من هم غير أصيلي ولاية قفصة من قفصة. وهذا لأن قائد الاحتجاجات السيد عدنان حاجي أصله من ولاية توزر.. رغم أنني أبلغ من العمر 35 سنة ومنذ بدأت أعي وأنا أعرف أن عدنان معلم في الرديف.
حينما أراد أفلاطون طرد الشعراء من جمهوريته الفاضلة كان يخشى على الحقيقة منهم... ولكن طرد غير أصيلي منطقة قفصة (وليس أثينا طبعا) الهدف منه الخوف على أهل قفصة وتونس من الحقيقة. تصوروا حزبا حاكما يسيّر مسيرة للمطالبة بتطهير عرقي. للرد على مسيرة شعبية عفوية تطالب بإطلاق صراح المعتقلين وهم من أصول قبلية وجهوية مختلفة جمعهم الفسفاط والشقاء والغضب. فأية إيديولوجيا يتبناها هذا الحزب الذي يعتبر من أقدم الأحزاب في العالم وأضخمهم من حيث المنخرطين (قياسا بعدد السكان) بعد الحزب الشيوعي الصيني. فيضم مليوني منخرط وتعداد تونس كلها 10 مليون فحتى الموتى تصدر لهم كل سنة بطاقة انخراط. المنخرط يظل حيا في حزبنا وإن مات... والمعارض يموت وإن كان حيا. لأنه إذا غابت الإيديولوجيا عن حزب يعود إلى ما قبل الإيديولوجيا.
ثانيا: إن الشعب لا يهان... هذا كان شعار المرحلة الماضية في الرديف وما حولها... لطالما قالوا لنا إن الشعوب العربية ليست ناضجة للديمقراطية وعلى الزعيم أن يدخلها إلى مدرسته ليعلمها ما معنى الديمقراطية... ولكن ما فعله شباب الرديف برهن أن الناس يمكن أن تحب أرضها دون أن تحرقها... ألم يخوفونا بالجزائر وما حدث فيها وبالعراق وما تعانيه "بسبب الديمقراطية..."
في الرديف كانت المعادلة غير حزبية فلا أحزاب المعارضة قادرة على أن تجيش شعبا من أجل مطالبها التي تبدو لدى أغلبها كرتونية... سكان المنطقة من الشباب حاملو شهادات علمية ولكن لديهم ميزة لا توجد في بقية المناطق وهي أنهم تربوا في عائلات وفي مدارس وعلى يد معلمين وأساتذة احترفوا الرفض وتوارثوه (وهذه ليست مبالغة أو مفاضلة جهوية وإنما أنا أتحدث عن جزء من ذاكرتي)... فما أروع أن تلتقي الشهادة الجامعية مع التنشئة الاجتماعية الرافضة..
أليس هذا درسا من الدروس الممنوعة في البلاد أرادت السلطة أن تزيله من كتاب الوطن.. شباب الرديف وأم العرائس والمظيلة أعادوا إلصاق الصفحة في مكانها... فلم يمارسوا العنف ولم يخرجوا عن النظام الذي رسمه النظام... ولو خرجوا عن النظام لذهبت ريحهم وفشلوا وتمكن النظام من محاججتهم... ولكن قوتهم في تنظيمهم العفوي... ثم حتى إذا أرادوا تحطيم الرديف وحرقها لن يجدوا ما يحرقونه إلا بيوتهم ومحلات إخوانهم وأعمامهم...
لذلك سيكون ما حدث في الرديف مفصليا في تاريخ المنطقة والبلاد.. فالوعي الجمعي رسم الصورة واضحة عن المنطقة وأهلها وشاهد بالملموس ضعف هذا النظام... لذلك سيعيد للاوعي الجمعي صورة البطولة في الأذهان وسيبني صنما آخر للزعامة غير زعامة الحزب إنه صنم الشعب الباقي... فالشعب صنم جامد إذا أراد أن يكون صنما... وهو صنم معبود وفاعل إذا أراد الناس عبادته... في الرديف حطموا صنم الوجه المكرر في اللافتات ونحتوا صنما جديدا سيعبدونه دهرا...
الدرس من كل هذا هو أن طاقة التعبئة في سبيل التفاهة كالكرة وستار أكاديمي حيث مات "الشهداء" في صفاقس.. نفس طاقة التعبئة مع قليل من الوعي التاريخي وبكثير من مجهود النخبة قد تتحول تلك الطاقة إلى حركة شعبية تطالب بحقوق المحرومين.. وبعد المطالبة بالخبز سيطالبون ربما إذا استمر وهجهم بأشياء أخرى تخيف النظام كثيرا... شباب الرديف يحب الرياضة ويشجع الفرق ويستمع إلى الفنانين التافهين.. ولكن في لحظة الجد لا يخاف ويطالب بالخبز وبالعدل والحرية...
سيذكرني أهلي إذا جد جدّهم *** وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ثالثا: إن تلك القناة التي يطغى عليها اللون البنفسجي وقد قيل والله أعلم أن البنفسجي من سنن الزعيم (مثلما أن الأبيض والأخضر من سنن النبي محمد). ومن رغب عن سنة الزعيم فليس منا.. لذلك ت 7 ليست منا. وقد أعجبني تعليق إحدى صحف المعارضة المصرية حيث تسمي وزير الخارجية المصري بأنه وزير خارجية "المريخ" لأنه عندما يتحدث عن مصر كأنه يتحدث عن بلد كله رخاء وازدهار وكأنه قادم من كوكب المريخ ولا يعرف مصر...
ليلة دخل الأمن إلى البيوت في الرديف (5 أفريل) كنا على موعد مع برنامج تلفزيوني يطوف البلاد للعثور على الإنجازات ومعجزات التغيير. وكانت تلك أول حلقة في البرنامج العتيد وخصصت لولاية قفصة. فهل ذلك كان اعتباطيا. كانت حلقة رائعة بمقاييس الحزب خاصة وأن الأسئلة التي تقدم إجاباتها سلفا كانت سخية في الهدية فكل سؤال بألف دينار... شباب الرديف وأم العرائس وغيرهم يشاهدون المنكر ولا يبتسمون.. الجواب صحيح والجائزة ألف دينار من المجمع الكيمياوي بالمظيلة... شباب المظيلة في الخيام معتصمون لا يملكون ثمن التبغ الرديء..
تصوروا بلدا يعالج قضاياه بهالة الركبي وعبد القادر مقداد... هذا الممثل المسرحي القدير والبوق السياسي التافه... ألا يستحي وهو يكرر كلمة العهد السعيد؟؟؟ ألا يتذكر مسرحية حمة الجريدي وصراعه مع الباي.. أليس القائل في تلك المسرحية "جواب جاي من الجريد أعطيه الوقيد".... طبعا هو يعيش في العهد السعيد ونسي حمة الجريدي. دولة تحل مشاكلها بحصة تلفزيونية.. التصفيق في الأستوديو على أنغام الفلكلور القفصي والضرب ليلتها في الرديف على أنغام الفلكلور الثوري... أليس هذا درسا مضحكا...
أما الإصلاحات الحقيقية فتتمثل في عزل أو تغيير جميع المسؤولين تقريبا في الولاية. فهم سبب الخراب أو قل كبش الفداء... والإصلاحات الأخرى تتمثل في التسريع في مشروع طمر نفايات الفسفاط.... كان من المفترض أن يتم الانتهاء من مشروع أحواض ردم مخلفات الفسفاط في 2011 فتم تقريب الموعد إلى 2009. إنه إجراء حدث بالصدفة ولا علاقة له بما يحدث في المنطقة وإنما استفاق الرئيس من حلم مزعج ففسر له مفسرو الأحلام أن الحل للخروج من الإزعاج هو "لفتة كريمة" من لدنه إلى مستنقعات الفسفاط التي طالما ابتلعت أطفالا وطالما أضرت بالماء والهواء وبالعيون والكلى وعشش بسببها مرض السرطان في الأجساد النحيلة.. وكانت... لا سرطان بعد 2009 لأن الأحوض قادمة.
لماذا ننتظر إلى 2011.. السنة القادمة يصبح الهواء عليلا في قفصة.. وفي السنة القادمة انتخابات 2009 وما أدراك... سيصبح الشعب عليلا... وخرج أهل قفصة كما قالت قارئة الأخبار التي لا تعرف الجهة وبالدليل أنها نطقت المتلوي بالمتولي ثم صححت الاسم لأن المتلوي عبارة صعبة منذ زمن طويل... خرج أهل قفصة كلهم من دون استثناء... والاستثناء حاصل في الرديف... ولكنه يحفظ ولا يقاس عليه في زمن الرداءة... خرجوا يطالبون الزعيم للترشح إلى 2009... أي السنة القادمة سيفوز الرئيس وستبنى أحواض الفسفاط لدفن النفايات والأحلام.
"وأهل العراق إذا طلبوا منك في كل يوم وال افعل"... فعزل والي قفصة وكذلك المعتمدين دفعة واحدة... وأهل قفصة إذا طلبوا منك في كل سنة حوض نفايات فافعل.. كم هي مسكينة هذه السلطة... إنها لا تعرف الكذب وإذا كذبت افتضح كذبها وهذا حال الصادقين دائما... وحال الساقطين أيضا...
" سمعت حكاية تتحدث عن دكتاتور أراد تغيير كل شيء لم يعجبه في دولته التي يملكها وعندما غير كل شيء قال لمستشاره الخاص أريد تغيير شعبي؟؟؟ قال المستشار بعدما فاض الكأس: سيدي أنا أعلم أنك رديء ولكن ليس إلى هذا الحد".
mercredi 16 avril 2008
الدروس الطوال مما رأته الرديف من أهوال
Publié par un tunisen epris par... à 13:26
Libellés : redeyef - tunisie - revolte des masses
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
1 commentaire:
ان قوة الارادة التي ورثت في جينات اصحاب الجنوب طانت و لا تزال تنمي قناعاتنا بأن الانسان هو ذلك المبدع في الحياة و المغير لها ... و نحن من قرية أولاد حاج بلدية سيدي عيش نشد على أيادي اخواننا في الرديف و المظيلة و المتلوي و أم العرايس و حي السرور في قفصة و نقول نريد خبزا... نريد حياة لكن لا نريد عنفا و لا نريد أن يصعد على ضهورنا المنافقين كما حصل قبل في 3 جانفي 1983 و عندما ثار ابن عمنا لزهر الشرايطي على المستعمر و لما نجحنا ركب المنافقون كراسي الادارة و ضل الشجعان نتمسكين بالاصالة و حب الناس و عدم أذية الغير
Enregistrer un commentaire